حزيلة ابراهيم
انتظر جمهور الوداد طويلاً لحظة الحسم في ملف من أهم الملفات داخل النادي، وجاء القرار أخيرًا ليعيد محمد طلال إلى منصبه السابق، حيث أثبت هذا الرجل أنه أكثر من مجرد مسؤول إعلامي. هو اللسان الفصيح والحصن المنيع الذي طالما وقف بشموخ أمام العواصف، وحمل راية الوداد عاليًا في وجه كل التحديات. قرار الإدارة بتعيينه من جديد لم يكن مجرد عودة شخصية إلى موقعها، بل خطوة نحو إعادة بناء الثقة وتثبيت القيم التي طالما ميزت هذا النادي العريق.
محمد طلال ليس مجرد مسؤول إعلامي؛ إنه قصة وفاء وشغف بنادي الوداد. عندما اشتدت المحن وتجرأت بعض الأصوات على المساس بصورة النادي، كان طلال في المقدمة، يتصدى ببراعة وحنكة، ويدافع عن الوداد بلسانه الفصيح وأسلوبه القوي الذي لا يقبل المساومة. كان دائمًا رجل المقالة الجميلة وروعة القول والمقال، لكنه أيضًا كان الدرع الذي أكل الشوك وتحمل الضغوط دفاعًا عن الوداد.
عودة طلال تأتي في وقت يحتاج فيه النادي إلى سد ثغرة تواصلية ظهرت في الفترة الأخيرة. التواصل ليس مجرد نشر أخبار أو إصدار بيانات، بل هو بناء علاقة متينة مع الجمهور، الدفاع عن النادي بذكاء، ونقل صورة مشرقة تعكس تاريخ وعظمة الوداد. خطوة تعيين طلال هي أولى الانتدابات المهمة في “ميركاتو هيكلي” يبدو أنه سيشهد تحركات أخرى في المستقبل القريب، على أن يكون الهدف منه إعادة الهيبة للنادي داخليًا وخارجيًا.
لا شك أن طلال قادر على مواصلة دوره كرجل المواجهة في الإعلام، لكن المرحلة القادمة تتطلب أكثر من مجرد الخرجات الإعلامية. على إدارة الوداد استغلال قدراته لإعادة النادي إلى الواجهة القارية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة على لقب دوري أبطال إفريقيا. إعادة الوداد إلى مكانته كزعيم القارة الإفريقية هي المهمة الكبرى التي تنتظر الجميع، ولن تتحقق إلا بالتكامل بين الإدارة، الطاقم الفني، واللاعبين.
الجماهير تنتظر ميركاتو تصحيحيًا يعيد للنادي قوته داخل الملعب، عبر انتدابات مدروسة تعزز التشكيلة وتسد الثغرات. عودة طلال خطوة أولى على الطريق الصحيح، لكنها ليست النهاية. المطلوب الآن العمل على كافة الأصعدة، بدءًا من تعزيز التشكيلة إلى تحسين الأداء الإداري والتواصلي. لأن الوداد، كما يقول عشاقه، أكبر بكثير من مجرد “الشووو”، إنه تاريخ وهوية، ويستحق أن يعود سريعًا إلى منصة التتويج.
عودة محمد طلال إلى منصبه السابق قرار حكيم يعكس رؤية إدارة الوداد لتعزيز استقرار النادي ومكانته. ومع ذلك، فإن الطريق طويل، والتحديات كبيرة. الوداد اليوم بحاجة إلى تكاتف الجهود والعمل الجاد لتحقيق أحلام جماهيره التي لا ترضى إلا بالقمة. وكما عاد طلال، فإن عودة الوداد إلى عرشه الإفريقي هي الغاية التي يجب أن تتوحد من أجلها كل الجهود.