هناك بعض المشاكل والصعوبات التي تعترض مسار العملية التربوية والتعليمية،سواء أكانت سلوكية أو تحصيلية. ومما يخفف من عبء هذه المشاكل،أو الحد منها،هو التواصل بين الأسرة والمدرسة،قصد التعاون المشترك من أجل الإنجاح والنهوض بهذه العملية التربوية والتعليمية.
فإذا كانت الأسرة هي أحد الأنظمة الإجتماعية التي يعتمد عليها المجتمع،فإن المدرسة تلعب دورا مهما في تنظيم وتطوير هذا المجتمع،بدورها الفعال في بناء وخلق جيل جديد مثقف وواع ،كما أنها تسعى دائما لتحسين المستوى الإقتصادي،عن طريق تأثيرها على تحسين القدرات الفكرية،والتعليمية لدى الأطفال،مع توجيههم إلى السبل التي تنمي أفكارهم،وترتقي بها من أجل تطوير المشاريع التي تساهم في الرفع من المستوى الإقتصادي الوطني.
لهذا تؤكد على التعاون بين كل من الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الإجتماعية للطفل لكونها تساعد المدرسة على كشف جوانب مهمة في شخصية المتعلم،كالجانب النفسي،الصحي،الإنفعالي….هذه الجوانب التي يصعب على المدرس اكتشافها موازاة مع مزاولته لعمله،وإنما يتعرف عليها من خلال هذا التواصل الذي يرسخ مبدأ الشراكة المعرفية،والإجتماعية بين الطرفين.إلا أن الكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون مدى أهمية هذا التواصل،خصوصا من كانت نتائج أطفالهم إيجابية،إنه عزوف من طرف بعض الأسر التي تنتظر استدعاء الإدارة لها،ومنهم من ينشغل بعمله،دون اكتراث لهذه العملية،ومنهم من يختبئ وراء تفاديه لملاحظات المدرسين والإدارة لكونه على بينة بسلوك أو تحصيل ابنه السلبي.ومما يؤكد هذا بعض المواقف التي يتعرض لها المدرسون-خصوصا في وقتنا الراهن- والتي تنص على أن بعض الآباء يزورون المؤسسة،ليس للتواصل الفعال،وإنما لترديد هذه العبارة”أنا لست فاض كل مرة لاستدعائي من أجل واجبات لم ينجزها ولدي، و…و….وهناك أمهات لا يهمهن التحصيل السلبي لأطفالهن بقدر ما هن مرتاحات لغيابهم طول اليوم،و…و….نعم إنها حالات متواجدة في أوساطنا والتي نتمنى القضاء عليها ،سواء عن طريق جلسات تحسيسية أو ما شابه ذلك..
فالمدرسون يعانون من مثل هذه التصرفات التي تدل على مدى جهل الآباء بمصلحة أبنائهم،هذه المصلحة التي تكمن بتظافر جهود الأسرة والمدرسة،والتي بدونها يصعب على الآباء متابعة مسار أبنائهم الدراسي،ومستواهم السلوكي.
إذن فالتواصل المستمر الفعال بين الأسرة والمدرسة،تترتب عنه عدة إيجابيات،تعود بالفائدة على المتعلم،كأن تمكنه من تخطي العقبات التي تعرقل مساره أمام هذا المستقبل الغامض الذي تحفه عوامل مجهولة،لذلك يظل التواصل بين المدرسة والأسرة كنقطة انطلاق تساعد الأسر على المشاركة في العملية التعليمية،خصوصا حسب الظروف الراهنة التي باتت تتوقف على مساهمة الآباء والأمهات في دعم هذه العملية إلى جانب المدرسة،من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة…ألا وهي تكوين عنصر فعال،قادر على المسؤوليات الحاضرة والمستقبلية.
الأستاذة لالة خديجة مبروك.